حوار مع النفس



هناك من يتجاهل أهمية الحوار مع النفس فيكون في تقصير مع نفسه مقابل أن يأخذ ويعطي مع الغير حتى يكسب رضاهم ويخسر رضا نفسه ، فنحن نقف مع الناس ونشاركهم مشاعر الأفراح والأحزان ونأخذ بخاطرهم ونتبادل معهم أفضل الحوار وأجمل الكلمات ولكن وللأسف ننسى ونتجاهل أنفسنا فلا نخاطب النفس التي هي أكثر حاجة لنا فنبحث عن البعيد ونحن أقرب القريب إلى النفس فلا نجلس مع أنفسنا ولا نخصص لنا وقت نتبادل فيه الحوار والنقاش مع النفس ، فالناس أذواق في كيفية تبادل الحوار مع النفس وقد لا يحرص البعض في كيفية هذا الحوار وقد نجهل الفوائد والنتائج الإيجابية نتيجة هذا الحوار وقد لا نجيد فنون الحوار مع النفس ، فلا يهمنا نوع الحوار فالأهم أن يكون هناك حوار مباشر دون مقدمات أو تكلف أو فلسفة ، فالناس أجناس والكل له طريقته الخاصة في فنون الحوار مع نفسه ، فهناك من يرغب بهذا الحوار بتواجده بين عشرة أو عشرين شخص فيتحدث معهم ويناقشهم ويخرج كل مافي قلبه في نقاش يميل إلى الفوضة ، وهناك من يرغب بوجود أقرب الأصدقاء إلى نفسه يرتاح له ويخاطبه بما يشغل فكره من هموم هذه الدنيا ، وهناك من يخاطب نفسه في فراش النوم فيعاتبها ويراجع حساباته مع نفسه ، وهناك في المقابل من يختلف عن الجميع فهناك مايسمى بصديق نفسه فيرغب بالجلوس مع نفسه في أي وقت وفي أي مكان بل ويستمتع مع نفسه وكأنه يخاطب صديق أمامه بل ويجد راحته أكثر من حواره وجلوسه مع الغير قد يكون في غرفته ، أو في سيارته ، أو في سطح بيته ، أو وهو يمشي في الشارع وفي أي مكان ، وهناك الأعظم من تلك الشخصيات المذكورة فهو مصدر حديثنا فهناك مايسمى بصديق المرايا نعم ولا عجب في ذلك فهناك من يرغب بمقابلة وحوار نفسه بالصوت والصورة مباشرة دون وسيط أو قاطع حديث فيجلس في غرفته حبيس نفسه أمام المرايا ليشاهد صورته ويسمع صوته ويتفاعل مع نفسه وقد يكون الحديث فيه شي من العتب والنرفزة والعصبية والجدية وقد يضاحك مع نفسه ، وقد يتباكى أمام المرايا ، وقد يسمى هذا الإنسان مجنوناً أو مريض نفسياً ، وقد يسمى انطوائي أو متخلف عقلياً ، وقد يسمى مسكين ، هذا لا يهم ولكن الأهم أن يخرج بنتيجة ايجابية بهذه الفضفضة في مخاطبة النفس والراحة للحديث مع شخصه الكريم وقد يكون في نظر نفسه هو أسعد الناس وقد يشاهد مالا يشاهده الغير فهو يستمتع بهذا الحوار اللطيف الشيق وقد يستفيد بإيجاد الحلول المناسبة لمشاكله ومعاناته أو لظلم قد تعرض له أو لتقصيره مع ربه سبحانه أو مع من حوله ، والمسكين الذي تضيع أوقات يومه دون حوار ولا محاسبة للنفس ومع ذلك نقول الناس أذواق في كيفية الحوار مع النفس فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، فمن أي الناس أنت في فنون الحوار مع النفس ؟ أم أنت لا تزال تعيش حياة الفوضة فاليوم لا يختلف عن الأمس والغد لم يتغير عن اليوم ؟ .


 
تعريب وتطوير وائل اللبان
شارك معانا الخير © 2011 | عودة الى الاعلى
Designed by Chica Blogger